لمَّا كان التعليم يُعتبر ركيزةً أساسيّةً من ركائز نهضة المجتمعات، وبناء الدول، وعُمران الأرض، فقد اهتمَّ الإنسان أعظم الاهتمام بهذه العملية المهمّة؛ حيث عمل عبر التاريخ على تطويرها، وتحسينها، وتوظيف آخر ما توصّل إليه في سبيل الارتقاء بها.
بناءً على ذلك، وبسبب التطوّر العظيم الذي شهده الفكر الإنساني في عصرنا هذا، فقد تَضاعف الاهتمام بالتعليم؛ حيث عمل الإنسان على ربط العمليّة التعليميّة بكافة المجالات الحياتية الأخرى، وتطويرها بناءً على احتياجاته، وإصلاحها إن أصابها خلل ما في أحد مفاصلها، ومن هنا فقد ظهر مفهوم جديد ومهم وهو مفهوم جودة التعليم.
تعريف جودة التعليمتُعرَّف الجودة على أنها ذلك النّظام الإداري الذي يوظّف كافة المعطيات المتاحة في عملية التحسين المستمر، وقد تغلغل هذا النظام في سائر مجالات الحياة وعلى رأسها المجالات التعليمية والتربوية، أمّا مفهوم الجودة في مجال التعليم فيُقصد به مجموعة الإجراءات التي ينهض تطبيقها بمخرجات العملية التعليمية، وتحديد خصائصها، ومواصفاتها.
ظهر نظام الجودة في أواخر القرن العشرين، نظراً لتزايد المستجدات على صعيد الاقتصاد العالمي، خاصّةً أنّ التنافس الاقتصادي كان على أشده في تلك الفترة بين الدول العظمى في العالم، ونظراً لعظم الفوائد التي عاد بها هذا النظام على كافة المجالات التي تمّ تطبيقه فيها، فقد دخل نظام الجودة في المجال التعليمي من أوسع الأبواب، خاصّةً أنّ هذا المجال يعتبر من أكثر المجالات حساسية؛ نظراً لكونه يتم فيه تخريج الكفاءات القادرة على رفد سائر المجالات الأخرى: الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والعلمية، والصحية، والفنية، وغيرها داخل المجتمع الواحد أم خارجه.
فوائد وأهمية نظام جودة التعليمبرزت عدة معايير مهمّة لنظام الجودة في التعليم تساعد على ضبط العمليّة التعليمية، والارتقاء بها، ولعلَّ أبرز هذه المعايير: جودة المواد والمناهج التعليمية، والقدرة على تدبير المخصصات المالية، والموارد البشرية، وكفاءة البنى التحتية التعليمية، والتطوير المستمر، وآراء المستفيدين من المؤسسة التعليمية، والتحصيل الدراسي للطلاب، والعديد من المعايير الأخرى.
المقالات المتعلقة بمقالة عن جودة التعليم